مكالمة هاتفية بين ترامب وزيلينسكي هذا ما دار فيها التاسعة

تحليل مكالمة ترامب وزيلينسكي: قراءة في التسجيل المسرب وتداعياته

المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي تم تسريبها ونشرها على نطاق واسع، أثارت عاصفة سياسية وإعلامية غير مسبوقة. الفيديو المنشور على اليوتيوب بعنوان مكالمة هاتفية بين ترامب وزيلينسكي هذا ما دار فيها التاسعة (https://www.youtube.com/watch?v=W2OYk4Psdk0) يقدم عرضاً للمكالمة وتحليلاً لأهم النقاط التي وردت فيها. هذا المقال يهدف إلى تحليل هذه المكالمة، والكشف عن مضمونها، واستعراض تداعياتها السياسية والقانونية على كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا.

خلفية المكالمة وتوقيتها

المكالمة الهاتفية المثيرة للجدل جرت في 25 يوليو 2019، بعد أشهر قليلة من تولي زيلينسكي منصبه كرئيس لأوكرانيا. كانت أوكرانيا في ذلك الوقت تتلقى مساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة، وكان ترامب قد جمد مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار قبل أيام من إجراء المكالمة. هذه الخلفية تعتبر حاسمة لفهم السياق الذي دارت فيه المحادثة، وتفسير دوافع ترامب وأهداف زيلينسكي.

مضمون المكالمة: طلبات ترامب وتجاوب زيلينسكي

المكالمة المسربة كشفت أن ترامب طلب من زيلينسكي فتح تحقيق بشأن جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي آنذاك وأحد أبرز المرشحين الديمقراطيين المحتملين للرئاسة في انتخابات 2020، وابنه هانتر بايدن، الذي كان عضواً في مجلس إدارة شركة غاز أوكرانية. ترامب استخدم لغة مبهمة، ولكنه أشار بوضوح إلى أن إجراء هذا التحقيق سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات بين البلدين والمساعدات الأمريكية لأوكرانيا.

زيلينسكي من جانبه، حاول أن يظهر تجاوباً مع طلبات ترامب، ووعد بإجراء التحقيق المطلوب، مع الإشارة إلى أنه سيختار مدعياً عاماً جديداً للتعامل مع هذه القضية. ومع ذلك، لم يلتزم زيلينسكي بتقديم أي ضمانات قاطعة أو جدول زمني محدد لإجراء التحقيق.

المكالمة تضمنت أيضاً تبادلاً للثناء بين الرئيسين، حيث أثنى زيلينسكي على ترامب وعلى الولايات المتحدة، بينما أشاد ترامب بأوكرانيا واعتبرها مكاناً رائعاً. ولكن هذا التبادل اللطيف لم يخفِ الضغط الذي مارسه ترامب على زيلينسكي لتحقيق أهدافه السياسية.

ردود الأفعال السياسية والإعلامية

تسريب المكالمة أثار ردود أفعال غاضبة في الولايات المتحدة، خاصة من قبل الديمقراطيين الذين اتهموا ترامب باستغلال منصبه وممارسة ضغوط على دولة أجنبية للتدخل في الانتخابات الأمريكية. أطلق الديمقراطيون إجراءات لعزل ترامب في مجلس النواب، استناداً إلى اتهامات باستغلال السلطة وعرقلة العدالة.

الإعلام الأمريكي لعب دوراً كبيراً في تغطية هذه القضية، حيث نشرت الصحف والقنوات التلفزيونية نصوص المكالمة وتحليلات معمقة لها. أثارت المكالمة جدلاً واسعاً حول أخلاقيات ترامب وسلوكه كرئيس، وحول مدى تدخل القوى الأجنبية في السياسة الأمريكية.

أما في أوكرانيا، فقد أثارت المكالمة مخاوف بشأن استقلال البلاد وقدرتها على مقاومة الضغوط الخارجية. كان زيلينسكي حريصاً على الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، لكنه كان أيضاً حريصاً على عدم الانجرار إلى الصراعات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.

الإجراءات القانونية وعزل ترامب

بعد تسريب المكالمة، أطلق مجلس النواب الأمريكي تحقيقاً رسمياً في قضية عزل ترامب. استمعت اللجان المختلفة في المجلس إلى شهادات مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين، وكشفت عن معلومات جديدة حول جهود ترامب للضغط على أوكرانيا.

في ديسمبر 2019، صوت مجلس النواب لصالح توجيه اتهامات لترامب باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. تم إحالة القضية إلى مجلس الشيوخ، الذي عقد محاكمة لعزل ترامب في يناير وفبراير 2020.

في النهاية، صوت مجلس الشيوخ لصالح تبرئة ترامب من جميع التهم الموجهة إليه، وذلك بسبب عدم حصول الديمقراطيين على أغلبية الثلثين اللازمة لإدانته. ومع ذلك، تركت قضية العزل ندبة على رئاسة ترامب وأثرت على صورته السياسية.

تداعيات المكالمة على العلاقات الأمريكية الأوكرانية

على الرغم من تبرئة ترامب في قضية العزل، إلا أن المكالمة تركت تداعيات سلبية على العلاقات الأمريكية الأوكرانية. فقد أثارت المكالمة شكوكاً حول مدى التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. كما أضعفت المكالمة موقف زيلينسكي داخلياً، حيث تعرض لانتقادات بسبب تجاوبه مع طلبات ترامب.

بعد انتهاء رئاسة ترامب وتولي جو بايدن منصبه، حاولت الإدارة الأمريكية الجديدة إعادة بناء العلاقات مع أوكرانيا. قدمت إدارة بايدن مساعدات عسكرية واقتصادية كبيرة لأوكرانيا، وأكدت التزامها بدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

تحليل لغة الجسد وتعابير الوجه في الفيديو

بالإضافة إلى مضمون المكالمة، يمكن تحليل الفيديو المنشور على اليوتيوب من خلال التركيز على لغة الجسد وتعابير الوجه للمتحدثين. قد يظهر الفيديو لقطات لترامب أو زيلينسكي أثناء الحديث، أو لخبراء سياسيين يقدمون تحليلاتهم حول المكالمة. من خلال دراسة لغة الجسد، يمكن الحصول على رؤى إضافية حول المشاعر والدوافع الخفية للمتحدثين.

على سبيل المثال، قد تكشف تعابير الوجه عن القلق أو التوتر أو عدم الارتياح أثناء الحديث. قد تكشف لغة الجسد عن الثقة أو الخوف أو الاستسلام. من خلال تحليل هذه الإشارات غير اللفظية، يمكن تكوين فهم أعمق للموقف الذي كان يمر به ترامب وزيلينسكي خلال المكالمة.

الخلاصة

المكالمة الهاتفية بين ترامب وزيلينسكي كانت لحظة حاسمة في التاريخ السياسي الحديث. كشفت المكالمة عن استعداد ترامب لاستغلال منصبه لتحقيق مكاسب سياسية شخصية، وأثارت تساؤلات حول أخلاقيات القيادة وعلاقة القوى العظمى بالدول الصغيرة. على الرغم من أن ترامب نجا من العزل، إلا أن المكالمة تركت ندبة على رئاسته وأثرت على العلاقات الأمريكية الأوكرانية. الفيديو المنشور على اليوتيوب يقدم نظرة مفصلة على هذه المكالمة وتداعياتها، ويوفر للمشاهد فرصة لتحليل الأحداث واتخاذ موقفه الخاص.